ونقلت من خط ابن حيان قال: انتهت خلافة بني مروان إلى الحكم تاسع الأئمة فيها، فتناهت في السرو والجلالة والكمال والأبهة، ونظم رواة الأخبار وحملة الآثار من مناقبه ما طار كل مطار في جميع الأقطار، إلا أنه - تغمد الله خطاياه - مع ما وصف من رجاحته، كان ممن استهواه حب الولد وأفرط فيه، وخالف الحزم في توريثه الملك بعده في سن الصبا، دون مشيخة الأخوة وفتيان العشيرة [44] ومن يكمل للإمامة بلا محاباة، فرط هوى ووهلة انتقدها الناس على الحكم وعدوها الجانية على دولته. وقد كان يعيبها على ولد العباس قبله، فأتاها هو مختارا ولا مرد لأمر الله. وقد كان يعيبها على ولد العباس قبله، فأتاها هو مختار ولا مرد لأمر الله. وذلك انه نفس بسلطانه على ثلاثة رجال من أخوته ولد الناصر: عبد العزيز شقيقه والأصبغ والمغيرة، مع جماعة من ولد الخلفاء كهول وشبان، ما فيهم إلا مضطلع للأمر قوي عليه. فتخطى جماعته إلى أبنه هشام وهو في الوقت طفل ما بلغ الحلم.
قال ابن بسام: وحدثت عن احمد بن زياد عن محمد بن وضاح عن رجل يتكلم في الحدثان انه قال: لا يزال ملك بني أمية بالأندلس في إقبال ودوام ما توارثه الأبناء عن الآباء، فإذا انتقل إلى الاخوة وتوارثوه بينهم فقد أدبر وأنصرف. فلعل الحكم بهذا الخبر توهم، فجاذبه عن اخوته؛ وإن كان ذوو اللب والنظر، لا يلتفون إلى مثل هذا الخبر.