لك، فمن أشدهم عليك - قلت: جاران دارهما صقب، وثالث نابته نوب، فامتطى ظهر النوى، وألقت به في سرقسطة العصا. فقالا: إلى أبي محمد تشير، وأب القاسم وأبي بكر - قلت: أجل. قالا: فأين بلغت فيهم - قلت أما أبو محمد فانتضى علي لسانه عند المستعين، وساعدته زرافة استهواها من الحاسدين، وبلغني ذلك فأنشدته شعراً، منه:

وبلغت أقواماً تجيش صدورهم ... علي، وإني منهم فارغ الصدر

أصاخوا إلى قولي فأسمعت معجزاً ... وغاصوا على سري فأعياهم أمري

فقال فريق: ليس ذا الشعر شعره ... وقال فريق: أيمن الله ما ندري

أما علموا أني إلى العلم طامح ... وأني الذي سبقاً على عرقه يجري

وما كل من قاد الجياد يسوسها ... ولا كل من أجرى يقال له: مجري

فمن شاء فليخبر فإني حاضر ... ولا شيء أجلى للشكوك من الخير وأما أبو بكر فأقصر واقتصر على قوله: له تابعة تؤيده. وأما أبو القاسم الإفليلي فمكانه من نفسي مكين، وحبه بفؤادي دخيل، على أنه حامل علي، ومنتسب إليّ. فصاحا: يا أنف الناقة ابن معمر، من سكان خيبر! فقام إليهما جني أشمط ربعة وارم الأنف، يتظالع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015