بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما ذكر الكتاب الوزراء، والأعيان الأدباء والشعراء، الوافدين على جزيرة الأندلس، والطارئين عليها، من أول المائة الخامسة من الهجرة إلى وقتنا هذا الذي هو سنة اثنتين وخمسمائة، واجتلاب ما بلغني من نوادر أخبارهم، وشوارد أشعارهم، مع ما يتعلق بها، ويذكر بسببها

قال علي بن بسام: قد استوفيت في ثلاثة أقسام، جملة مما انتهى إليّ من محاسن النثر والنظام، لمن نشا بالجزيرة من الأعيان والأعلام، من أول تاريخ هذا المجموع إلى وقتنا. ولنعقب ذلك بحول الله وتأييده بذكر من هاجر إليها من تلك الآفاق وطرأ عليها من شعراء الشام والعراق، ممن تبحبح ذراها، وتسربل نعامها، ونجم في أفلاكها. وخيم في ظلال أملاكها. ولم آتي إلى هذا الفرقة من أرباب هذا الفن الذي أنا في إقامة أوده. متعززا من ذلة، ولا مستكثرا من قلة، ولا لأني لم أجد من أعيان وزرائنا وكتابنا من هو أبعد غاية، ولا أبهر آية، ولكنهم أسندوا إلى أعلامها، وترددوا بين جميمها وجمامها، فصاروا من أهلها بالوفادة عليها. وخلع أوطانهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015