الرشد8 ولما طلع بك المجد من معالمه، وأينع المجد في كمائمه، فلاح محياك قمرا زاهرا، زهرا عاطرا، وأنار بأفقك منار الأنوار، ودار على قطبك مدار الفخار، ووقف لديك بالقلوب ارتياحها، وطار إليك بالنفوس جناحها، فجوارح الجوانح ظهور، ونواظر الخواطر إليك صور، وقد تخليتك نظرات الغيوب، ويممتك خطرات القلوب، فخفت إليك بأرواحها، وتلقتك القلوب بالتماحها، فقد يرقب الصباح، ويلمح القمر اللياح، وليس على عاشق الفضل جناح.

وكتب: أطال الله بقاء الوزير الجليل الأمجد الأوحد وأعلى مرتقاه في رفيع العز، ومنيع الحرز؛ الوزير كالمطر الجود يملأ الحياض، وينبت الرياض، بل كالقمر، يقذف بالنور، ويذهب بالديجور، وقد ألحفني من سناه، وسقاني سقياه، ما أنار فأضوى، وجاد فأروى، فلله أيادي الوزير [242ب] ما أنزلها بكل فناء، وأسمعها لكل نداء، حتى رعى قصدي وهو قصي، ووعى صوتي وهو خفي، فالآن أضرب بحسام اعتناؤه جرده، وآوي إلى زمام وفاؤه وكده، والله يديم بقاءه، ويعلي ارتقاءه، حتى أظهر في سمائه، وأشهر بأرفع أسمائه.

وله فصل من رقعة: مثلي - أعزك الله - في عناء بلا غناء، كما خص الماء، زبده الزبد، ووعده الأبد، وأستغفر الله، ما استهديت بغير منار، ولا اقتدحت بغير عفار:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015