ومن قصيدة أبي بكر المتقدمة الذكر:

وهبة أطاق عن مثواك صرفي أيقدر صرف قلبي عن هواكا

وان تك مرة عثرت جيادي فما قدمت من سبق كفاكا

ولو كل السهام أصاب قصدي لما كلنا إلى الأقدار ذاكا

وقالوا ليس لي أدب سني لقد زعموا مع الغيب اشتراكا

وهل قذف الجواهر غير بحري فحى كم يطيقون ابتشاكا [184أ]

ستعلم بعد سيري أي علق لأجياد العلا نبذت يداكا

وأي شذا أبيت له انتشاقا وكان نسيمه بالحمد صاكا

وكان أبو بكر هذا قد رحب ببطليموس مثواه، وأجزل صاحبها قراه، إلى أن مل وارتحل؛ واجتمعت به بعد بقرطبة. فأنشدني لنفسه وقد ندم على فراق بطليموس:

رضى المتوكل فارقته فلم يرضني بعده العالم

وكانت بطليموس لي جنة فجئت بما جاءه آدم

ثم وجدت أبا عامر بن الأصيلي قد أثبت هذين البيتين في شعره بخطه، وقد بدل بعض اللفظ فقال في صاحب المرية:

جناب ابن معن تجنبته فلم يرضني بعده العالم

وكانت مريته جني فجئت بما جاءه آدم

وهذا المعنى قد تقدم للقائل قبلهما من شعراء الدولة العامرية:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015