لاطمت لجته بموجة أشهب يرمي بها بحر الظلام فترتمي
قد سال في وجه الدجنة غرة فالليل في شية الأغر الأدهم
أطلعت منه ومن سنان أزرق ومهند عضب ثلاثة أنجم
جاذبته فضل العنان وقد طغى فانساح ينسل انسياب الأرقم
في خصر غور بالآراك موشح أو وجه خرق بالضريب ملثم
حتى تهادى الغصن يأطر متنه طربا لشدو الطائر المترنم
وكأن ضوء الصبح راية ظافر نفضت بها الهيجاء نضحا من دم
وكانت بينه وبين القاضي أبي اسحاق بن ميمون مداعبة، فاستطعمه يوما فراخ وعنبا، فكتب إليه يستدعيه:
بما حزته من شريف النظام وأرهفته من حواشي الكلام
تعال إلى الأنس في مجلس يهز به الشيخ عطفي غلام
رطيب النسيم كأن الصبا تجرر فيه ذيول الغمام
وعندي لمثلك من خاطب بنات الحمام وأم المدام
بنات تنافس فيها الملوك وتلهو العذارى بها في المنام
فقد كدن يلقطن حب القلوب ويشربن ماء عيون الكرام
وعش تتثنى انثناء القضيب سرورا وتسجع سجع الحمام
وتحمل ثوبك خطية وينطق عنك لسان الحسام