وارتد ينظر من نقاب غمامة طرف يمرضه العشي كليل
ساج كما يرنو إلى عواده شاك ويلتمح العزيز ذليل
فالشمس شاحبة الجبين مريضة والريح خافقة الجناح بليل
والزق منجدل يكب لوجهه ويمج روح الراح منه قتيل [163أ]
والكأس طرف أشقر قد جال في عرق علاه من الحباب يسيل
يسعى بها قمر له ولكأسه وجه أغر ومبسم معسول
شاكي السلاح بقده وبطرفه رمح أصم وصارم مسلول
وأخ تهز له العلا أعطافها فكأنه ريحانة وشمول
راضعته كأس المدام وبيننا لجنى الحديث حديقة وقبول
مياس أعطاف السماح كأنه غصن تنفس نوره مطلول
تندى لهى وردى أسرة كفه أبدا فبطن يمينه مبلول
منها:
في حيث من حر الطعان هجيرة تحمى ومن ظل اللواء مقيل
والنقع أدهم للرماح بوجهه غرر تلوح وللسيوف حجول
والخيل سطر بالأسنة معجم يحمر ألسنة الظبا مشكول
ومن أخرى:
في موقف أفصحت بيض السيوف به فلا هوادة بين السيف والعنق
فكم أنانيب خطي به كسر تدمى وكم سلخ درع بينها مزق
وكم كئوس من البأساء دائرة على نديم من الأبطال مغتبق