تطلع مثل الرمح بسطة قامة وفتكة ألحاظ ولين معاطف
وقد ماج من عطفيه ماء شبيبة تعب ولا أمواج غير الروادف
فقبل طرفي في محياه مبتسما شنيبا ومن صدغيه لعس مراشف
وقال:
ما للعذار وكان وجهك قبلة قد خط فيه من الدجى محرابا
فإذا الشباب وكان ليس بخاشع قد خر فيه راكعا وأنابا
فكأن وجهك وهو يخبو نوره لم تلتمح منه العيون شهابا
ولقد علمت بكون ثغرك بارقا أن سوف يزجي للعذار سحابا
وأقاحة غازلتها نفاحة في فرع إسحلة تميد شبابا
وضحت سوالف جيدها سوسانة وتوردت أطرافها عنابا
بيضاء فاض الحسن ماء فوقها وطفا بها الدر النفيس حبابا
غازلتها ليلا وقد طلعت به شمسا وقد رق الشراب شرابا
وترنمت حتى سمعت حمامة حتى إذا حسرت زجرت غرابا
بين النجوم قلادة تحت الظلا م غمامة خلف الصباح نقابا]
وله من أخرى يصف متنزها:
يا رب وضاح الجبين كأنما رسم العذار بصفحتيه كتاب
تغرى بطلعته العيون ملاحة وتبيت تعشق عقلة الألباب
خلعت عليه من الصباح غلالة تندى ومن شفق المساء نقاب
فكرعت من ماء الصبا في منهل قد شف عنه من القميص سراب
في حيث للريح الرخاء تنفس أرج وللماء الفرات عباب