فمن حرنيل قد أفاضته همة فساح به في رأس ثهلان مورد
وقول له مقعد الحكم حكمة يحل بها في الله طورا ويعقد
وحلم له دون الديانة سورة تقيم على جمر العقاب وتقعد
[وما السيف لولا الخوف إلا حديدة وما الرمح إلا خوطة تتأود]
وقال:
وكمامة حدر الصباح قناعها عن صفحة تندى من الأزهار
في أبطح رضعت ثغور أقاحه أخلاف كل غمامة مدرار
نثرت بحجر الروض فيه يد الصبا درر الندى ودراهم النوار
وقد ارتدى غصن النقا وتقلدت حلي الحباب سوالف الأنهار
فحللت حيث الماء صفحة ضاحك جذل وحيث الشط بدء عذار
والريح تنفض بكرة لمم الربى والطل ينضح اوجه الأشجار
متقسم الألحاظ بين محاسن من ردف رابية وخضر قرار
وأراكة سجع الهديل بفرعها والصبح يسفر عن جبين نهار
هزت له أعطافها ولربما خلعت عليه ملاءة النوار
وقال في فتى نبيل حسن الصورة والصوت [يستعين به في أمر طواه لعله] :
فقبلت رسم الدار حبا لأهلها ومن لم يجد ماء سعى فتيمما
وحنت قلوصي والهوى يبعث الهوى فلم أر في تيماء إلا متيما
فها انا والظلماء والعيس صحبة ترامى بنا أيدي النوى كل مرتمى