سايرته في حيث يحمل لأمتي ... أسد ويلوي معطفيه شجاع
في ليلة للرعد فيها صرخة ... لا تستطاب وللحيا إيقاع
خلعت على بها رداء غمامة ... ريح تهلهله هناك صناع
والصبح قد صدع الظلام كأنه ... وجه وضىء شف عنه قناع
فرفلت في سمل الدجى وكأنما ... قزع السحاب بجانبيه رقاع
ودفعت في صدر الردى عن مطلب ... بيني وبين الدهر فيه قراع
وقبضت ذيلي عن رعاية معشر ... عوج الطباع كأنهم أضلاع
يرمون اعطافي بنظرة إحنة ... وقدت كما تذكي العيون سباع
افرغت من كلمي على اكبادهم ... قطرا له أسماعهم أقماع [148] وله من أخرى:
ومفازة لا ينجم في ظلمائها ... يسري ولا فلك بها دوار
تتلهب الشعرى بها فكأنها ... في كف زنجي الدجى دينار
ترمي بي الغيطان فيها والربى ... دولا كما يتموج التيار
والقطب ملتزم لمركزه بها ... فكأنه في ساحة مسمار
قد لفني فيها الظلام وطاف بي ... ذئب يلم مع الدجى زوار
طراق ساحات الديار مغاور ... ختال ابناء السرى غدار