الذكاء شعلة، علم أن خير الهدايا، ما جرى مجرى التحايا، وأن أفضل سفير بين صديقين، وتردد بين عشيقين، سفير أشبه المحب خفة روح، والمحبوب عبق ريح. ولما طال، يا سيدي، العهد، فأحببت أن أجدده، وذهبت أن أوكده، وتوقيت من رقيب يرعى فيسعى، ويشي فيفشي، لم أر أن أجعل رسولي، وأجثم في اقتضاء سولي، مثل حمراء عاطرة، كأنها دمعة صب قاطرة، أو جمرة تصطلى واقرة، أو خمرة تجلى جامدة، مشتق من الأرج اسمها، حميد في السفارة بين محبين رسمها، لم أر مثلها ذهبا ينفح، ولهبا لا يلفح، قد أودع حشاها الصبح فلقه، وخلع عليها الليل شفقه، فهي تقد كأنها نشأت في تربة من نار ضلوعي، أو سقيت بجدول من حمر دموعي. ولما وجدتها في الحسن حيث العيون ترقمها فتمقها، والنفوس تنشقها فتعشقها، بعثت بها بين تحية لك، ورسول إليك، معتقدا أنها ستقبل عندما تقبل، وتفدى حين تتصدى، فوددت أن أكونها، وأظى بتلك الحال دونها.

5 - وكتب يستهدي ماء ورد:

إن للمكارم - أعزك الله - شريعة قضت أن يكون البر عليك فرضا، والشكر علي قرضا، وإني وجهت رقعتي هذه خاطبة إلى صفو ودك، كريمة من [بنات] ماء وردك. وقد سقت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015