أن يأخذوا خطه بالخلع ويشهدوا عليه بعجزه عن تدبير الخلافة وتخلية الأمة مما له في أعناقهم من البيعة على سبيل المعهودة، وأنساهم الله ذلك إما تهاونا أو نسيانا، فنفذ إلى حصن ابن الشرف وحبس فيه، وأمية بن العراقي في كل ذلك لم يبرح من القصر، قد سولت له نفسه الخلافة، واستدعى وجوه الجند للبيعة، وفرغ له الوزراء بعد نفوذ هشام، فوبخوا الجند على الدخول إلى أمية وحذروهم فتنته، وألزموا وجوههم إزعاجه عن القصر والقبض عليه، فأطلق لسانه على الوزراء بالسب، فأخرج عن البلد.

[فصل في ذكر] الأديب أبي عامر البماري

نسب إلى بادية بمار، شيخ ذلك الثغر أدبا وظرفا - كان - في ذلك الزمان، وكانت له رحلة إلى المشرق، وسكن مصر، وقرأ على أبي جعفر الديباجي كتابه في العروض والقوافي وسائر كتبه، ولقي شيخ القيروان في العربية، ابن القزاز، وأبا إسحاق إبراهيم بن علي بن تميم الحصري. وأخبر عن نفسه أنه كان يؤدب بمصر بالقرآن، وبين يديه تلميذ وسيم، فمر به أبو جعفر البجاني الأندلسي، فألفاه يتناوم، والتلميذ قد قام عنه، فأخذ البجاني سحاءة وكتب له فيها هذه الأبيات، وخلاها بين يديه:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015