وانخرط في سلك من [كان] يؤيد المعتد على تلك الهنات الموبقات، ومن مأثور نظمه الشاهد بذلك، قصيدته فيه، وكانت من كتوماته، سأنشدها هذا الخليفة يوم مهرجان العام المؤرخ، إثر قتل عبد الرحمن بن محمد بن الحناط الوزير، يحسن له سطوته، ويغريه بمن بقي من أصحابه، وهي قصيدة ذميمة المعاني استهدف بها إلى سفك دماء المسلمين، [140 أ] جسر هشاما على الفتك بالعالمين، يقول فيها:
أحللتي بمحلة الجوزاء ورويت عنك من دم الأعداء
وطعمت لحم المارقين فأخصبت حالي وبلغني الزمان شفائي
ورأيتني كالصقر فوق معاشر تحتي كأنهم بنات الماء
ولمحت إخواني لديك كأنهم مما رفعتهم نجوم سماء
ومنها:
لا يرحم الرحمن مصرع مارق عبث بطاعته يد الأهواء
ألحق به إخوانه فحياتهم نكد وقد أودى أخو السفهاء
ساعد بذاك ودع مقال معاشر بخلوا فنالوا خطة البخلاء
من لم يفدك سوى الرماح فخله للشمس يرقبها مع الحرباء
ودع القلانس في السحاب يشقها ومفاخر الآباء للأبناء