ما على تحتها كسوة رثة، قدامه سبع جنائب من خيل الموالي [العامريين] سيروها معه للزينة دون علم ولا مطرد، يسير هونا والناس يهشون له، ويضجون بالدعاء في وجهه، لا يعلمون ما سيق لهم من المكروه به، فدخل القصر، وجاء معه في جملة الموالي العامريين حائك من أبناء الزعانيف بقرطبة يسمى حكم بن سعيد، الحائك المشهور، حمل ابنه هذا السلاح، وأطال السبال، وخرجته الفتنة فصحب أمراءها، وعرف هذا الخليفة عند ظهوره بالثغر بصحبة في حال الصبا، فسما إلى الغلبة، واشتمل عما قليل على تدبير سلطانه فنقضه سريعا.
قال أبو مروان: ثم بات الناس ليلتهم، وغدا الملأ عليه، ووصلوا على مراتبهم إليه، وهو بمجلس الخلافة، فظهر منه ليومه عي في القول، احتاج إلى عبارة الأكابر عنه، وأنشده من حضر من أدباء الوقت، فلم يهزه شيء من ذلك لنبو طبعه. وحضره في ذلك اليوم [139 أ] محمد بن المظفر بن أبي عامر أمير بلنسية [فرفع مرتبته وسماه الحاجب وأثنى على سلفه، يخادعه وفوه يتحلب لأكله، ثم قرئت كتب وردت معه من شرق الأندلس منها كتاب عبد العزيز بن أبي عامر أمير بلنسية] وكتاب