وهذه أيضا قطعة من شعره
[له من قصيدة] :
بعيشك إلا ما قصرت لنا الدجى فقد زيد جنح الليل في طزله ضعفا
كأن النجوم الزهر حضرة الدجى أزاهير نوار على روضة خيفا
كأن جناحي نسرها وهو واقع مهيضان لما يستقلا به ضعفا
كأن أخاه قد أتى من ثنية لديه فولى حين لم يرضه حلفا
كأن السها مصباح مشكاه راهب تشب له طورا وآونة تطفا
كأن عراقي الدلو في كف مائح مياه جفار تجذب الفرغ والغرفا
كأن بني نعش [طلائع نعجة] يرودون في ديمومة عشبا جرفا
كأن سهيلا خلفه من أناته سكيت على آثار حابته قفى
كأن ظلام الليل أسود مطرق من الزنج في لبس الحديد قد التفا
كأن ثبات القطب فوق مصامه ثبات لبيب كما شهد الزحفا
وإنما احتذى أبو الربيع في هذه التشبيهات طريقة محمد بن هانئ الأندلسي وسلك سبيله فضل عنها، وهي قصيدته التي أولها:
أليلتنا إذ أرسلت واردا وحفا وبتنا نرى الجوزاء في قرطها شنفا
وبات لنا ساق يقوم على الدجى بشمعة صبح ى تقط ولا تطفا
أغن غضيض خفف اللين قده وأثقلت الصهباء أجفانه الوطفا [136 ب]