فانفح لنا من طيب خلقك شيمة إن كانت الأخلاق مما توهب

ورو برح ظماي، وانقع صداي، ولا تكل إلى الأنواء سقياي.

وله عنه من أخرى إلى المظفر أخيه، وقرن بالرقعة ظرف بلور [أحمر] مملوءا خمرا مع باقة آس، يسليه عن ابن توفي له، واشتد حزنه عليه: لما كانت نفائس المواهب، وخطيرات الرغائب، مرتادة لأجل النفس، التي بها مادة الحياة والحس، وهي نور البدن المبصر وسائسه المدبر، وجب بحكم العقل الذي أفاض عليها سناه، وأفضى إليها بهداه، أن تكون العناية بدوام صحتها، موازية لتقدمها بالفضيلة على البدن ومزيتها، إذ كان لها البقاء وله الفناء، ولها الفوز في المعاد، وله الانتفاض إلى الأضداد؛ وخاصة النفس التي تنفرد بها ولا تشارك فيها معنى السرور والجذل، وغاية الرجاء والأمل، وبه المتاع في الدنيا، والنعيم في الأخرى، ونقيضه الحزن، وهو ألم من آلامها يطمس نورها ويكدر صفاءها، وينغص نعمتها وهناءها، فإذا انجذبت مجيبة لدواعي الهم منقادة في زمانه، ولم تدافعه عند اعتراضه وإلمامه، اشتملت على المضض والنكد، وحصلت في غمرة الركود والتلبد. وبحكم ذلك يحق على الحازم اللبيب، أن لا يني عن الأخذ من أقسام المسرة بأوفى النصيب، فيستمتع بالمواهب أيام مصاحبتها، ولا يجزع عند ارتحالها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015