القلب " " كئيب البال " وكيف يكون حزين البال، والشاعر منزه عن هذا السقط، مبرا من مثل هذا الغلط، ولم ينظر بالعين الجلية، فيرى فساد القضية، وأن الحسود ليس من رسمه، ولا من رسم العرب في وصفه أن يلوم على طلب العلم، ولا يرجع بمثل هذا الرفق، وإنما أراد أحمد ابن المعذل أن من إلفه وأنسه، فتغرب عنه إلى طلب العلم نفسه، يلومه على تشاغله عنه وتباعده منه، وأومأ إلى صبره وجده في طلب العلم وبحثه قول أحمد ينظر إلى قول كثير: [106 أ]
إذ ما أرد الغزو لم تثن همه حصان عليها نظم در يزينها
وقال الحسن:
تقول التي من بيتها خف مركبي عزيز علينا أن نراك تسير
أما دون مصر للغنى متطلب بلى إن أسباب الغنى لكثير
فقلت وعزتها سوابق أدمع جرت فجرى في جريهن عبير
دعيني أكثر حاسديك برحلة إلى بلدة فيها الخصيب أمير
وقال:
لحافي لحاف الضيف والبيت بيته ولم يلهني عنه غزال مقنع
وقال أبو الحسن في فصل آخر منها: " يرهب ألا ترجح أعماله يوم القيامة قسطاسه، وألا تنجح آماله فيؤتى غير ذات اليمين قرساسه "