أهيم بدن خمر صار خلا ... واهوى لحية كانت عذارا صل في ذكر الأديب أبي علي ادريس بن اليماني العبدري اليابسي
ويابسة من الجزائر الشرقية على سمت مدينة دانية من الأندلس. وأخبرت أن أصله من قسطلة الغرب، من عمل شنت مرية ابن هارون، وبدانية قرأ، وبها نشأ، ومنها انبعث انبعاث السيل، وأدرك إدراك الليل، حتى تضاءلت له الهضاب عن قدره وصار [شعره] سمر النادي، وتعلة الحادي، وتمثل الحاضر والبادي؛ وطفق يتردد على ملوك الطوائف بالأندلس تردد الكاس على الشراب، ويجرب في أهوائهم جري الماء في الغصن الرطب، وكان كلما قال قصيدة لم يضرب عليها حجابا، ولا ضمانها كتابا، حتى يأخذ بها مائة دينار، وقد سأله عباد في بعض رحله إليه، على كثرة بوائقه، وشكاسة خلائقه، [أن] يمدحه بقصيدة يعارض بها قصيدته السينية التي مدح بها ال حمود فقال له: إشارتي مفهومة، وبنات صدري كريمة