مخاطبة، ومن أين تجد سبيلا إلى ذلك وزمانك كله مقسم في أشغال، ومرتب على أحوال، تنام بالضحى مثقلا من السكر، وتتململ على فراشك إلى الظهر، حتى يتكرر رسول فلان [82أ] فيوقظك من المنام، ويحركك إلى القيام، ثم تركب وتجد المائدة موضوعة، والأيدي لإبطائك مرفوعة، فتدنو من الطعام بكسل، وأنت شاك من بقايا خمار أو ثمل، وتخدش من الخبز بظفرك، وتأكل شيئا لطيفا على قدرك، ثم تستلقي وتتمدد، وتتثاءب وتتوسد، وتستحضر جنانك فتسأله عن الجنة منى سقاها، والروضة إن كان رواها، والأزهار هل تحفظ بها وجناها، وبينا أنت في ذلك يستأذن عليك وكيلك في ضياع الانزال، فتأذن له في الخول، ثم تستفهمه متى أقبل، وأي شيء عمل، وكم جمع، وما زرع، وتعلل بهذه العلل والأخبار، حتى تنقضي بقية النهار، ثم تتنشط لتستدفع شرب الماء، في ود أحد الرؤساء، وتقيم من بعد دست الأنس، حتى تعود في مثل ذلك الأمس، فمتى تتفرغ مع هذا للصديق، وكيف تتمكن من قضاء حقوق -! وأيضا فإن السياسة تقتضي أن تعرض عن ذكر مثلي، وتلعن وقتا وصلت به حبلي، لاسيما وقد دهيت من جهتي، وكاد السلطان يجفوك من أجل خلطتي، أنت لعمري في أوسع العذر، فاجر مع الدهر.
وله من أخرى: ولئن كانت الأيام تنسيك، فالأماني تدنيك، ولئن