وأجزاعه، وكل المشارب ما خلاه ذميم، وماؤه الدهر خصر والمياه حميم، وتلك عادة تلونك، وسجية تخصرمك، وشاكلة ملالك وسأمك، وأشعر الناس عندك من أنت في شعره، وأحب البلاد اليك ما أنت في عقره، فأين منك بساتين جلق وجنانه، ورياضه المونقة وخلجانه، وقبابه البيض في حدائقه الخضر، وجوه العطر في جنابه النضر، وما تضمه حيطانه، وتمجه نجاده وغيطانه، من أمهات الراح التي هجرتها بزعمك، ومواد الشمول التي طلقتها برغمك. وهيهات! فوالله ما فارقتك تلك الأجازع والمحاني، ولا شاقتك تلك المنازل والمغاني، إلا تذكرا لما لدينا من طيب المعاهد، وحنينا إلى ما عندنا من جميل المشاهد، وأين من المشتاق عنقاء مغرب.
وأما ما وصفته من صحة استمرارك، ونفوذ غذائك، وإفاقتك من جنون العقار، واستراحتك من سقم الخمار، وخلوص تلك الهواجس [من اختلاط الراس، فاعلم أن الغي ما أنت فيه منذ اليوم، والوسواس ما سمعت به أسماع القوم، وقد أدانا صادق القياس، إلى علم سبب ذلك الوسواس] فإنك تعرضت للسموم غير ملثم، وبرزت