وله من أخرى: كتابي عما عهدته من قعود الأيام بجانبي [69 ب] ، واعتراضها علي في وجوه قصدي، ومقابلتها بالخيبة والحرمان سعيي وجهدي، بل ما تنفك تتلاعب بي تلاعب العابث، وتستطيل علي استطالة العائث، وتريني من أحداثها عجائب تسجم الدموع، وتطلع علي من خطوبها غرائب تحطم الضلوع، فيا لنفس تستطيع حمل هذه الكلف، وتبقى على ما في أيسره وشيك التلف، وقد كان شديدها عندي هينا، وضعبها علي لينا، حتى جد الجد برحلتك، وجرت لي الأشائم بفرقتك، فسدت علي من الراحة الأبواب، وقطعت بيني وبين الفرج الأسباب، ولم يبق لي معلل من دائها، ولا فارج علي اشتباك غمائمها، ولعل الذي لم يزل يمتحنني ليعلم كيف أصبر، وينظر أأشكر أم أكفر، أن يجعل لحالي إدالة، ولعثرة جدي إقالة، وأن يقيض لجمع الشمل، ووصل الحبل، سببا، ويقضي من عودة المجالسة، وتجديد المؤانسة، أربا، بمنه.
ومن أخرى في مثله: كتابي والحال في الخمول كما علمت، والجد