تعزيت، أو أخذ مني من فيه إنسانية ما باليت، ولكن المحنة بأوغاد تدق عن المجازاة مقاديرها، والبلية بذباب يحميها من أن تنال مقاذيرها.
حل هذا من قول القائل، وهو إبراهيم بن العباس في محمد بن عبد الملك الزيات:
نجا بك لؤمك منجى الذباب حمته مقاذيره أن ينالا
وله من أخرى: قد آلى الدهر ألا يصيبني بنوائب، حتى تكون غرائب، فهو يخترع كل يوم فنا، ويطرقني بما لم يطرق قط أذنا،
وفي فصل من أخرى: تحيل في استلطاف فلان فعساه يلين بعد قساوته، ويسكن غضبه بعد اشتداده، وكيف أوصيك وأنت ساحر البلد، وأحد النفاثات في العقد - ومن العجب أن أدرك إلى ذلك وأنت الذي جنيت علي فيه، وأذقتني مرارة تجنبه، فكيف تصلح وأنت المفسد، وكيف تستدنيه وأنت المبعد، وكيف تنصف وأنت الظالم، أو تبني وأنت الهادم -! هذا مرام بعيد، واسترضاء حاسد مثلك صعب شديد، ولكني واثق بأن يحيق بك سيء مكرك، فتذوق وبال أمرك، وتحصد زوائع شرك، وتصلى بنار بغيك، وتجني ثمار سعيك، والله مقرب ذلك فيك ومدنيه منك.