فالنحوس كلها مجتمعة لي في قران، ولا تعجب إلا لثبوتي لما لا يثبت عليه الحلق السرد، وبقائي على ما لا يبقى عليه الحجر الصلد، وبالجملة لا تسأل عن الحال فقد صار في عيني معمور الكرة، أضيق من خرت الإبرة، واستبهمت لي المطالب، وانسدت علي المذاهب، فما أدري أي وجه أيمم، ولا [68 ب] على أي أمر أعزم، ويا ليت شعري أين الفرج فهذا التناهي، وقد بلغت القلوب الحناجر ومتى التلاقي - نستغفر الله من هذا الضجر، ونعوذ به من السخط على القدر، ونساله صبرا يشتد لشدائد النوب حتى تجوز وتعبر، وتوفيقا يهدي في غياهب الكرب حتى تنجلي وتسفر.

وله في فصل من أخرى: كتابي وعندي من الدهر ما يهد أيسره الرواسي، ويفتت الحجر القاسي، فرسا رهان:

*يجد نوائبا وأجيد صبرا*

ومن أجلها قلب محاسني مساوي، وأوليائي أعادي، وقصدي بالبغضة من جهة المقة، واعتمادي بالخيانة من حيث الثقة، فقس بهذا على ما سواه، وعارض به ما عداه، ولا أطول عليك فقد غير علي حتى شرابي، وأوحشني حتى ثيابي، فها أنا أتهم عياني، واستريب من بناني، وأجني الإساءة من غرس إحساني، وقاتل الله الحطيئة في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015