فخاطبه بشعر قال فيه:

يهان بحمص عزيز الرجال ويعزى إليهم قبيح الفعال

ويغرى ذوو النقص من أهلها بتلطيخ أعراض أهل الكمال

فوقع المعتمد على ظهر رقعته بهذين البيتين:

شعرت فجئت بعين المحال وما زلت ذا خطل في المقال

متى عز في حمص غير العزيز أو ذل غير الذميم الفعال

فلما قرع سمعه البيتان أخذه الأفكل، وخرج من حينه وكان يحدث نفسه بالتحول، [67 ب] إلى أن نفاه، فلحق بالمتوكل فآواه، وأجزل قراه، وخاطب المعتمد في معناه، ورحب به في بطليموس مثواه، إلى أن اشتعلت بينه وبين الوزير أبي عبد الله ابن أيمن نار ملأ الأفق شعاعها، وأخذ بأعنان السماء ارتفاعها، فكر راجعا إلى سرقسطة، فقتل ببستان من بساتينها، بعد مديدة من لحاقه بها، ورثاه الوزير أبو محمد بن عبدون بأبيات أعربت عن وده، ودلت على كرم عهده، وقد أثبتها من هذا التصنيف بحيث أجريت من ذكره، فيما انتخبته من نظمه ونثره؛ وأثبت من كلام أبي المطرف هاهنا، ما يشهد بفضله، ويدل على نبله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015