يعقبه، وان انصرام الأيام ينسيه ويذهبه، فإذا هو قد أفرط وزاد، وغلب أو كاد، حتى نفى السلو، ومنع الهدو، وتعدى اللذع إلى الإحتراق، وتجاوز الروع إلى الاطباق، والأفق داج مظلم، والنهار عندي ليل مستبهم، وإني لأستخف لما أوجده حلمي، واستضعف مما أكابده عزمي، واستنهض للثبات تأييدي وحزمي، فينتزع [34ب] بي الإشفاق المستولي، ويترجم الزفير المستعلي، ويتصور لي أن قطعة مني، بانت منفصلة عني، وأن جزءا من أجزائي، ذهب بصبري وعزائي، حتى إذا تفكرت في خروجها إليك، وأنت من أنت، تراجعت وتماسكت، وإذا تذكرت تعريسها بك، وحالك حالك، تصبرت وتمالكت؛ والله يطلعني من سلامة الوصول، وكرامة الحلول، ما يقر العين ويسر النفس، بمنه ويمنه.

قال أبو الحسن: كناية أبي محمد عنها ب " الهدية "، كناية سرية، وإنما احتذى في ذلك حذو بلغاء المشرق - ذكر أبو منصور الثعالبي قال: لما زف بختيار بنته إلى أبي تغلب بالموصل كتب عنه الصابي فصلا بمعناها استحسنته البلغاء وتحفظوه، وأقر له كل بليغ بالبلاغة فيه وهو: قد توجه أبو النجم بدر الحرمي، وهو الأمين على ما يلحظه، الوفي بما يحفظه، يحمل الهدية، وإنما نقلت من وطنت إلى وطن، ومن معرس إلى معرس، ومن مأوى بر وانعطاف، إلى مأوى كرم وألطاف، ومن منبت درت له نعماؤه، إلى منشأ تجود عليه سماؤه؛ وهي بضعة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015