*فدانت لك الدنيا ودامت بك العليا*
إن شاء الله تعالى، بمنه.
وعند انجلاء تلك الظلماء [عنه] خاطب جماعة من الرؤساء، وذلك في جمادي الآخرة سنة ثلاث وسبعين، فمن ذلك رقعة خاطب بها صاحب المرية قال فيها: ولما تخلت مني - أيدك الله - يد الزمان ونوائبه، وتجلت عني غمراته وغياهبه، ابتدرت مطالعك ابتدار الفرض، وهصرت من مجاذبتك بالغصن الغض، فاتقا لكمامة الفضل، وعامرا لشريعة الوصل، وحمد الله تعالى مقدم في السر والجهر، على ما درا من الحوادث النكر:
وإذا جزى الله امرءا حسنا فجزى أخا لي ماجدا سمحا
ناديته في كربتي فكأنما ناديت عن ليا به صبحا
ذلك الوزير [الأجل] أبو بكر مثبت رسم الوفاء، وباني مجده على قمة الجوزاء، نبه لي كرم مسعاه، دائبا ووالاه، لم يكتحل سوق الأرق، حتى استنفذني من لجة الغرق، ووافى بي على المنى، وأحلني من بره المحل الأسنى، فأنام الله عنه عيون الأيام، ولا أنساني له شكر ذلك المقام.
وله من أخرى خاطب بها ابن هود: إن الأيام - أيدك الله - تلون ألوانها، وللمساءة إحسانها، ما تذر شعبا إلا تصدعه، ولا وصلا إلا