فلحق بهم؛ وأظلم الأفق بينه وبين مجاهد لما فاته من أمر طرطوشة، وجرت بينهما حروب خاف الناس وبال عاقبتها على ثغور مثغورة خلال كلمة مختلفة، وقوى منتكثة، ثم آلت حال تلك الناحية إلى تأثير عبد العزيز ابن أبي عامر، حسبما نذكره في موضعه أن شاء الله.
انتهى ما لخطته من كلام ابن حيان، في أخبار أولئك الفتيان.
قال أبو الحسن: على أن أكثر من لفظته يومئذ تلك الفتنة القرطبية، من الطبقة الأدبية، فأفلت من شركها، ونجا من دركها، قوم لم تكن لهم بيوت مشهورة، ولا حظوظ من الأدب موفورة، ولكنهم وجدوا ملوكا أغمارا، لا يعرفون إلا سرى الليل، ومتون الخيل، أسود شعاب، وأساود لصاب، قد ضروا على الدماء، وترأسوا على الدهماء، خالعين لسليمان، المتقدم ذكره صدر هذا الديوان، معارضة للطاعة، واستعراضا للجماعة، متمسكين من طاعة هشام الخليفة، كان قبله حسبما وصفنا، بحبل قد انتكث طرفاه، بغاء لتتميم آمالهم، وحطبا في حبالهم:
لأمر عليهم أن تتم صدوره وليس عليهم أن تتم عواقبه
واحتاجوا في جباية أموالهم، وتدبير رجالهم، إلى ذلك الفل من