وقد كرر هذا المعنى فيه أبو بكر، في مواضع من شعره، منها قوله من قصدية (?) :

يقول رجال غير ما يفعلونه ... وإن علياً قائل وفعول

فلا تطلبوا في ساحة الأرض مثله ... فمثل عليّ في الملوك قليل

ولولا ما كانت سلا دار هجرتي ... ولا كان لي عمن أحب رحيل

فألفيتها مصراً وأنت خصيبها ... وكفاك بطحاها ونيلك نيل ولما توفي سنة اثنين وخمسمائة قال فيه يرثي:

العيش بعدك يا عليّ نكال ... لا شيء منه سوى العناء ينال

يا عثرةً عثر الزمان بأهله ... ليت الزمان من الزمان يقال

يا عصمة الفقراء بل يا مالهم ... هيهات ما للناس بعدك مال

أبكيك بالدم لا بدمعي إنه ... يبكي سواي به وذاك محال

دنيا ظفرت وما متاعك كله ... إلا سراب يضمحل وآل

قد كنت مشغولاً به متوقعاً ... ولذي الوفاء بغيره أشغال

فالآن ها أنا لا أبالي عن أسىً ... وقع التوقع فاستراح البال

قد كنت آمالي التي أنا طالب ... جهدي ومت فماتت الآمال

لا الظل ظل بعد فقدك يا أبا ... حسن ولا الماء الزلال زلال ومنها:

كنت (?) الصفوح عن المسيء ولم يكن ... إلا الجميل لديك والإجمال

حطوا عن الأكوار قد مات الذي ... يتحمل الأعباء وهي ثقال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015