وفي أشعار أبي بكر تلفيق كثير، على تدفق نحيوته، وقوة غريزته، كقوله في قصيدة، منها:
وفتيةٍ من أعاريبٍ كأنهم ... أسد على اعةجيات سراحيب
لا يلبسون جلود الرقم سابغةً ... حتى تخاط بأحدق اليعاسيب
ولا تبيت على قرب محلتهم ... إلا يبيت حماهم غير مقروب
يا كم مضيت (?) وغول الهول يتبعني ... وكم سريت وسيل الليل يرمي بي
ملابساً ما تراه العين ملتبساً ... ليلاً مع الليل أو ذئباً مع الذيب
وأطرق الفتيات البيض لابسةً ... لبض الجلابيب في سود الجلابيب
والقرط كالقلب من خوفٍ ومن حذر ... كأنه هو في خوف (?) وتعذيب
لم آتها قط إلا نم بي وبها ... واشٍ من الحلي أو واشٍ من الطيب
ولا انتهيت إلى أطناب قبتها ... إلا على ظهر مطعونٍ ومضروب
بأبيض بدم الأجساد مغتسل ... وأسمر بدم الأكباد مخضوب
والطبع أكرم في تركيب خلقته ... من أن أكون محباً غير محبوب
إن كنت يا دهر لم تحسن معاشرتي ... فيما مضى فلقد أحسنت تأديبي
أجرب الناس في ضيق وفي سعةٍ ... والناس صنفان في حدج التجاريب
وما على العود أن يهدي نوافحه ... إلا على لهبٍِ بالجمر مشبوب
ويطلب الجود من قوم وجود بني ... عشرٍ يجيئك عفواً دون مطلوب
محاسن ثقفت منها أوائلهم ... كما تثقف أنبوب بأنبوب وقال من أخرى، وذكر حمامة: