ضاقت عنه الخطوب، ومله السرى والتأويب. واتفق له أن أسمع الله صوته من وراء البحر المحيط الفقيه الأجل قاضي القضاة بالمغرب. وسلالة الأطيب فالأطيب، أبا الحسن علي بن القاسم بن عشرة، فأجابه وأباه (?) وجذب بضبعه واستدناه، فأعاد هلاله بدراً، وصير خله خمراً، ولبني القاسم (?) في الجود خيم كريم، ولهم تقدم مشهور معلوم؛ بلغني أن جدهم الأكبر أحمد بن المدبر، حامل تلك الفضائل، وصاحب الأعمال الجلائل، إذ كان أحد نجوم تلك الآفاق، ببلاد الشام والعراق، واشتهار معرفة قدره، يمنع عن ذكره، لكني ألمع هنا بلمعة من أمره.
قرأت في الكتاب الكبير لليعقوبي في الدولة العباسية قال: كان لأحمد ابن المدير منزلة عند المتوكل جعفر، وكان قد قلد ديوان الضياع لإبراهيم ابن العباس الصولي، قال وهب بن سليمان بن وهب: وكنت أكتب له، وكان رجلاً بليغاً، ولم يكن له في علم الخراج تقدم، وكان بينه وبين أحمد ابن المدبر تباعد، وكان أحمد نسيج وحده، فدخل على المتوكل وقال له: قلدت ديوان الضياع إبراهيم بن العباس فضاع، فقال له المتوكل جعفر: غداً يحضر، وتتكلم في أمره بما يظهر؛ فبلغ ذلك إبراهيم فاغتم لمعرفته أنه لا يفي بابن المدبر، وحضرا من الغد، فقال له المتوكل (?) : تكلم يا أحمد