يا ربة الخدر التي أضللتها ... يوم النوى ومحلها الأحشاء
لم كان والدك الطويل نجاده ... ليثاً وأنت الظبية العفراء
أشبهته في فتكه يوم الوغى ... والسمهرية عينك النجلاء
وكما حكيت البأس فاحكيه الندى ... فيرى لديك كما لديه حباء
أخفى السرى وأذاعه إشراقه ... فالأرض منه منيرة زهراء
وكأنه عيسى يكتم جوده ... فيشيعه منا عليه ثناء
نشرت محاسنه قصائد جمة ... ملئت بها الخضراء الفخار رداء
أمي النجوم فخبري عن مجده ... فله هنالك في العلا نظراء وله فيه من أخرى أولها:
أفي كلل الإظعان غزلان رملة ... أم احتملت فيها جآذر وجرة
ولما تولت بالجمال جمالهم ... تولى جميل الصبر يوم تولت
بوادي الكرى لاقيتها وهي عاطل ... فأرسلت در العين حين تجلت [146]
إذا نسمت ريح الصبا في جنابها ... ستعرف في أنفاسها حر لوعتي
وإن وردت ماء الفرات فإنها ... ستنكر في سلسالها طعم عبرتي وهذا كقول أبي الطيب (?) :
أوما وجدتم في الشراب (?) ملوحة ... مما أرقرق في الفرات دموعي