القائل، وأعجوبة الأواخر والأوائل، ثلاثة كهقعة الجوزاء، وإن أربوا على الشمس في السناء والسناء، امتروا أخلاف الفخر فأمطرتهم شبعاً ورياً، وهزوا بجذوع النظم والنثر فاساقطت عليهم رطباً جنيا، ولم يحضرني من أشعارهم ومستظرف أخبارهم حين إخراجي هذه النسخة من هذا المجموع إلا ما أثبته لأبي بكر منهم خاصة، وهو علم بردهم، وواسطة عقدهم.
فمن ذلك رقعة خاطب بها الوزير أبا الحسين ابن سراج قال فيها (?) :
لولا أن عوائق الزمان - أدام الله عزك - تعوق، وبنائق مساعدته على الأحرار - بعلمك - تضيق، لساعدت إليك نزاعي، وانقدت في حبل تشوقي (?) واطلاعي، ولطرت بجناحٍ، وامتطيت أعناق الرياح، ولاستبطأت السلاهيب، واستهجنت الجرد اليعابيب، ولم أرض بالتي تنفخ في البرى، واستقصرت بريد السرى، بالليل من خيل بربرا (?) ، ولارتحلت الكوكب، وحملت إليك قلباً كقلب العقرب، ولاتخذت المجرة سبيلاً، وسهيلاً دليلاً، ولقدت البدر المنير، [138أ] وركبت الشعرى العبور، وامتطيت الأفلاك، وتترست بالثريا وطعنت بالسماك؛ هذا لو أردت البر، ومقاساة السهل منه والوعر، وإلا اتخذت السمكة سفينة، وأقمت لها النعائم ألواحاً، وعطارداً ملاحاً، وقيرت بالغيوم، وسمرت بالنجوم،