وفجعت بي حياً نوادب كلما ... تذكرنني أسعدن غير نوادب

وقال العدا ليل الخمول أجنه ... على رسلهم إني عياض بن ناشب

واصبحت لا يرتاع من خوف سطوتي ... عدوي ولا يرجو غنائي صاحبي

ولا تتباهي بي صدور مجالسٍ ... أسرك فيها أو صدور مواكب

وما (?) تتلاقاني العفاة كأنما ... أهابوا بمنهل من الغيث ساكب

ولا أمتري أخلاف كل (?) مشيئةٍ ... بأيدي صبا من عزمتي وجنائب

أعاتب إدلالاً وأعتب طاعةً ... وحسبك بي من معتبٍ أو معاتب

أبوء بذنبي ليس شعري بمقتضٍ ... علاك ولو قفيته بالكواكب

ولكنه ما أستطيع وعوذة ... لفضلك إلا تمح ذنبي تقارب

ويجحدك الحساد أنك سدتهم ... على شاهد مما انتحيت وغائب

وقد وقفوا دون المدى غير خلوةٍ ... بأنفسهم أو بالظنون الكواذب

غضاباً على من ناكر الدهر بينهم ... وقد عرفوه بين راضٍ وغاضب

سراعاً إلى الدينار حيث بدا لهم ... ولو أنه بين الظبا والضوارب

إذا المرء لم يكسب سوى المال وحده ... فألأم مكسوب لألأم كاسب

عجبت لمن لم يقدر الترب قدره ... وقد تاه في نقد النجوم الثواقب

ومن لم يوطن للنوائب نفسه ... وقد لج في تعريضها للنوائب

أعد نظرةً فيهم وفي حرماتهم ... وإن لم يعيدوا نظرةً في العواقب

وكن بهم أدنى إلى الرشد منهم ... تكن هذه إحدى علاك العجائب

لعلهم والدهر شتى صروفه ... ومجدك أولى بارتقاء المراتب

قد انصرفت تلك الهموم لواغباً ... إلى المقصد الأدنى وغير لواغب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015