كم ليلة جبت مثنى طولها بفتىً ... شتى المسالك بين النقع والضرر
حتى بدا ذنب السرحان لي وله ... كأنما هو ند بالصباح يري
في فتية ينهبون الليل عزمهم ... فليس يطرقهم إلا على حذر
لا يرحضون دجاه كلما اعتكرت ... إلا بمال ضياع أو دم هدر
لهم هموم تكاد العيس تعرفها ... وربما اشتملت بالحادث النكر
باتت تخطى النجوم الزهر صاعدةً ... كأنما تفتليها عن بني زهر
القائلين اقدمي والأرض قد رجفت ... إلا ربىً من بقايا البيض والسمر
والهام تحت الظبا والبيض قد حميت ... فما تطاير إلا وهي كالشرر
أثناء كل سنان (?) عد في زرد ... كأنه جدول أفضى إلى نهر
والخيل شعث النواصي فوقها بهم ... حمس العزائم والأخلاق والمرر
شابت من النقع وارتاب الشباب بها ... فغيرت من دم الأبطال بالشقر
والشيب مما أظن الدهر صحفه ... معنى من النقص عماه عن البشر
لو يعلم الأفق أن الشيب مقتبل ... نهاية الروض أن يعتم بالزهر
وليس للمرء بعد الشيب مقتبل ... نهاية الروض أن يعتم بالزهر
أما ترى العرمس الوجناء كيف شكت ... طول السفار ولم تعجز ولم تخر
تسري ولو أن جون الليل معركة ... ترى الردى كاشراً فيها عن الظفر
باتت توجى وقد لانت مواطئها ... كأنها إنما تخطو على الإبر
تخشى الزمام فتثني جيدها فرقاً ... (?) كأنه بين ثني (?) حيةٍ ذكر
من كل ناجية (?) الآصال قد فصلت ... من الردى فحسبناهما من البكر