وقال أيضاً يمدح الوزير أبا العلاء بن زهر (?) :

يفديك كل جبانٍ في ثياب جري ... نازعته الورد واستأثرت بالصدر

لما رأى الخبر شيئاً ليس ينكره ... أحال بالدين والدنيا على الأثر

ول السهى ما تولى من تكذبه ... إن المزية عند الناس للقمر

وهي الشفار إذا الإقدام جردها ... (?) ألوت بما يدعيه العشي للشفر

والناس كالناس إلا أن تجربهم ... وللبصيرة حكم ليس للبصر

كالأيك مشتبهات في منابتها ... وإنما يقع التفضيل الثمر

ولى رجال غضاباً حين سدتهم ... لا ذنب للخيل إذ لا عذر للحمر

واستشرفوا كلما أحرزت طائلةً ... وللسنان مجال ليس للابر

طولوا وإلا فكفوا من تطاولكم ... إن المآثر أعوان على الأثر

مللت حمص وملتني فلو نطقت ... (?) كما نطقت تلاحينا على صدر

وسولت لي نفسي أن أفارقها ... والماء في المزن أصفى منه في الغدر

هيهات بل ربما جنى الرحيل غنىً ... بالمال أجني به رغداً (?) من العمر

كم ساهر يستطيل الليل من دنفٍ ... لم يدر أن الردى آت مع السحر

أما اشتفت مني الأيام في وطني ... حتى تضايق في ما عن من وطر

ولا قضب من سواد العين حاجتها ... حتى تكر على ما ظل (?) في الشعر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015