تركتني يا حياتي للردى غرضاً ... تفديك أمي من صرف الردى وأبي

يصلى فؤادي سعيراً من صبابته ... والعين في لجة من دمعها السرب

يا رب قد سفكت أم الوفاء دمي ... وقد تخوفت يوماً أن تؤاخذ بي

وقد وهبت لها قلبي، وما خطري ... حتى يعاقب ذاك الحسن من سبي

نسيت إلا تدانينا وموقفنا ... على مراقبة من أعين الرقب

لما التقينا وقد قيل المساء دنا ... وغابت الشمس أو كادت ولم تغب

وأضلعي بين منقذ ومنقصف ... وأدمعي بين منهل ومنسكب

تأملني أخت المجد قائلةً ... بمن أراك أسير الوجد والطرب

فقلت قلبي مسبي وإنك لو ... كتمت سري لم أكتمك كيف سبي

فأعرضت ثم قالت قد أسأت بنا ... ظناً، أيجمل هذا من ذوي الأدب

فقلت إني امرؤ لما لقيتكم ... والمرء وقف على الأرزاء والنوب

سبت فؤادي ذات الخال قادرةً ... ولا نصيب له منها سوى النصب

أشقى بها وهي عني في بلهنية ... شتان والله بين الجد واللعب

أصابت القلب لما أن رمته ولو ... رمته أخرى إذن لاشك لم تصب

فقالت اشك إليها ما لقيت ولا ... ترهب فلن تبلغ الآمال بالرهب

عسى هواك سيعديها فينصبها ... وقد يكون الهوى أعدى من الجرب

فقلت أعظمها بل ما أكلمها ... إلا أشار إليّ الموت من كثب

قالت أنا أتولى ذاك في لطف ... فقد أؤلف بين الماء واللهب

فقلت مثلك من يرجى لمعضلةٍ ... لا زلت في غبطة ممتدة الطنب

قالت لها يا لذيذ الحسن صاحبنا ... يهفو إليك وأضحى جد مكتئب

صليه أو فاقتليه فالحمام له ... خير من الجهد وفي تعب

فلو تراني قد استسلمت مرتقباً ... منها حنان الرضى أو جفوة الغضب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015