وهذا كقول المتنبي (?) :
وغادر الهجر ما بيني وبينكم ... يهماء تكذب فيها العين والأذن ومن شعر ابن عبدون في الرثاء والتأبين قوله مما أنشدنيه في أخيه عبد العزيز يرثيه:
رويدك أيها الدهر الخؤون ... ستأكلنا وإياك المنون
تعللنا الأماني وهي زور ... وتخدعنا الليالي وهي خون [126 أ]
وكم غرت بزبرجها قرونا ... فما أبقت ولا بقت (?) القرون
فجعت بزاهر من سر فهر ... كبدر التم هالته عرين
بأروع ملء عين الحسن (?) قيدا ... إذا أخذت مجاريها العيون
منير العرض فضفاض المساعي ... طويل الباع ناديه رزين
سمت فوق السماء به ظهور ... وما حطته إذ حطت بطون
فأنضبت المنايا منه بحراً ... جواريه صفون لا سفين
وأغمضت البسيطة منه نصلا ... طوابعه قيول لا قيون
مضى من لو سبقت لما تعزى ... ولولا جفت له بعدي جفون
وأبقتني يد الأيام فردا ... كما غدرت بيسراها اليمين
وهل يبقى على فير الليالي ... شفيق أو شقيق أو قرين وقال يرثي ذا الوزارتين أبا محمد بن خلدون (?) ، وكان استشهد يوم الجمعة المشهور: