وكان أبو محمد حين استوحش من المنصور بن المتوكل (?) ، ولحق باشبيلية، كتب إلى الوزير الأجل أبي بكر بن زيدون بهذه الأبيات:
لك الخير من مثري اليدين من العلا ... إذا تربت أيدي النوى والتطول
بما كان بين الماضيين من الذي ... إليه استنادي (?) أو عليه معولي
ولم تتمسك بالمؤيد لي يد ... وقد زهقت (?) رجلي عن المتوكل وله أيضاً يقول:
قل للوزير أدام الله عزته ... والجاه يفني وقول الدهر مفهوم
لئن نبت بي حمص وهي قد فعلت ... فليس تنبو بي السبع الأقاليم
لي في مناكب أرض الله مضطرب ... إن سامحت بي النوى (?) لخم ومخزوم ثم انصرف إلى حضرة المتوكل ببطليوس، ودفع إليه قصيدةً أولها:
خصمت الظبا عنكم على أنها لد ... بقرعٍ له في كل بارقةٍ رعد
بزرقٍ بما خلف الضلوع بصيرةٍ ... على أنها مما بكت حدق رمد
تركت لمن هز الأسنة رأيه ... وقلت لغيري الخفض والعيشة الرغد
وطار جناح الليل مني بأجدلٍ ... إذا ما الظبا فاضت ففيها له ورد
منير أسارير الرئاس إذا سرى ... وشت بسراه البيد والليل مسود