وألم بهذا الملتمس بن بطال البطليوسي (?) فقال:
غاب من الأكواس فيها ضراغم ... من الراح ألباب الرجال فريسها
قرعت بها سن الهموم فأقلعت ... وقد كاد يسطو بالفؤاد رسيسها [133أ] وقال بعض أهل عصرنا، وهو أبو تمام بن رباح (?) :
وكأسٍ بدا بها في قرارةٍ ... غريقاً ولكن في خليج من الخمر
وما صورته فارس عبثاً به ... ولكنهم جاءوا بأخفى من السحر
أشاروا بما دانوا له في حياته ... فيومي إليه بالسجود وما يدري ومثل هذه المعاني التي ذكروا مما انفرد به كل واحد من الشعراء، لا يكاد يتناولها حاذق إلا قصر، إلا أن يزيد زيادةً تظهر، ولذلك ما تحامي الناس أشياء كثيرةً من المعاني التي أخذت حقها من اللفظ، ولم يبق فيها فضلة تلتمس، والقرائح تتفاضل، ألا ترى إلى قول جميل في وصف امرأة فاجأها (?) :
غدا لاعب في الحي لم يدر أننا ... نمر ولا أرض لنا بطريق
فلما (?) انتحيناه اتقانا بكمه ... وأعلن من ورعاتنا بشهيق