شاهد، وأسهم في الفضل وربه أحد، وإذ لا أستجيز موافقة جفائه، بالاعتراض على تقريظه وثنائه، فلا بد أن أعتذر مما استكثر، وأتذمم مما استعظم، وأقول: إني ما عدوت في تلقيه ببعض حقوقه، استرسال الصديق مع صديقه، ولو ذهبت إلى معارضة فضله، وتوفيه واجب مثله، لضعفت عن ذلك أسباب المقدرة (?) ، ووضحت بوقوع العجز وجوه المعذرة، وهو ولي البر والإجمال، فيما عرضه وحسنه من الحال؛ وهكذا من شرف الله محتده، وأطاب (?) مشهده، ومن زكا عنصره، وكرم محضره.
وذكرت في الكتاب الكريم، عقب هذا الفصل، بل سابغ الفضل، أن ما نقله فلان المذكور إليك، وأورد عني عليك، مما وافق مرادك، وطابق غرضك واعتقادك، ولا غرو فاتفاق المذاهب والآراء. تبع لتمازج (?) النفوس والأهواء، ونحن بحمد الله في الاتصال يد وساهد، وفي الانتظام جسمان والروح واحد.
وتقدمت كتبي إليك بما كان من تطرق خيل العدو - بددها الله - جهاتي (?) ، طاعتك، حتى كادت تتركها خلاء، وتعيدها (?) عفاء، وأنبأتك أن ذلك لا يثبت معه سلم، ولا يرقأ عليه كلم، ولا يطيب معه معتقد،