زار الخيال (?) له لا بل أزاركه ... فكر إذا نام فكر الخلو لم ينم
ظبي تقنصته لما نصبت له ... في آخر الليل أشراكا من الحلم وقد عاب الآمدي هذا عليه فقال (?) : وإذا زاره بالفكر فقد زار، فلا معنى للاستدراك؛ ثم اعتذر له فقال: الاستدراك صحيح لأنه إذا قال زار الخيال احتمل زيارة الاختيار، من غير بعث باعث، واحتمل وقوع الزيارة عن حمل حامل، فأزال هو (?) الإبهام بقوله: " لا بل أزاركه فكر "؛ وقوله: " لم ينم " لم يرد حقيقة النوم بل كما يقال: لم ينم فلان عن هذا الأمر. وقال: " آخر الليل " ولم يقل أوله، لأنه أنبأ أنه يسهر، وإنما يهوم في آخره تهويما فيطرقه الخيال في ذلك الوقت؛ وقيل وجه آخر، وهو أن الخيال لا يطرق في العادة إلا مع وفود النوم، وهذا إنما في آخر الليل مع استمرار النوم وطول زمانه.
وقال أبو الطيب (?) :
لا الحلم جاد به ولا بمثاله ... لولا ادكار وداعه وزياله
إن المعيد لنا المنام خياله ... كانت إعادته خيال خياله يقول: التمثيل والتخييل له في اليقظة إعادة خياله في المنام، فكأن الخيال الذي في النوم خيال الخيال الذي تصور في اليقظة؛ وأظهر من هذا قو أبي