ومنقلبه، إلا أنه أتى بالدهر ومسلوب الضحى والأصائل، فقلم يزد على أن جلاه في زي عاطل، لا بل أبرزه في مسوح شوهاء ثاكل، وليت شعري أي شيء أبقى للدهر المظلوم، بعد ضحاه الناصعة الأديم، وآصاله المعتلة النسيم - هل بقي إلا ليلة الأسود الجلباب [120ب] وهجيره السائل اللعاب -! ولو قال لممدوحه: " وتلك العلا فيها الضحى والأصائل " (?) لأبرز قصيدته رافقة البرود، شفافة العقود، ولأفاد ممدوحه بهذه الكلمة مدحاً لا يسعه المقال، ولا تفي به القصائد الطوال.

وله من أخرى:

وما أكثر الأقوام إلا ثعالب ... تروغ ولا يحلى لديها بطائل

يرد ذهني حائراً في طباعهم ... كأنهم من مشكلات المسائل

وأصغي إلى أقوالهم فتريبني ... صدور لهم أقوين مثل المنازل وقال:

خذها على وجه الربيع المخصب ... لم يقض حق الروض من لم يشرب

هممي سماءؤ علاً وهمي مارد ... فارجمه من تلك الكؤوس بكوكب

والله ما أدري وإني واقف ... للراح بين تحير وتعجب

أفضضت دناً أم فككت الخدر عن ... بكرٍ تجول مع المنى في ملعب

أخت الزمان تكسبت (?) من خلقه ... جهل المراهق واحتناك الأشيب وله من أخرى:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015