طفت بالأيك فاستهلت دموعي ... لحمامٍ تبكي فراق حميم
تتغنى الثقيل حتى كأن قد ... نشر الله معبداً من رميم
عجمة أعربت بوجدٍ دقيقٍ ... وكلام مقطع من كلوم قال ابن بسام: لو لم يتجاوز معبد الثقيل إلى سواه، لكان لأبي بكر ما ادعاه، وقرب منه ما تكلفه وتعاطاه، وأسحر منه وأولى بالحكمة وفصل الخطاب، أبو العلاء حيث يقول، يصف الإبل (?) :
كأن المثانبي والمثالث بالضحى ... (?) تجاوب في غيد رفعن طوال
كأن ثقيلاً أولاً تزدهي به ... ضمائر قوم في الخطوب ثقال ولعمري لو شبه سجع الحمام، بخفائف الغريض وأهزاج حكم الوادي لكان أحسن عبارةً وأفتق إشارة.
وأما قوله: " كلام مقطع من كلوم " فأشفى للقلوب من اعتلال النسيم، وأحلى على الأكباد من محاورة الطرف السقيم.
وفي هذه القصيدة يقول أبو بكر:
أوضعت بي إليه وجناء حرف ... أكلتها السفار أكل القضيم
تترك الريح خلفها وهي حيرى ... بين إيضاعها وبين الرسيم
ظلت أطوي القفار منها بلامٍ ... طبعتها بالميم بعد (?) الميم