لأوصابك، وارتمض لعثرة الأحرار التي لا يقال، ودولة لذل التي لا تزال (?) ، جبر الله الكسر، وحكم على الدهر، وكشف الضر، ورزق فيما بقي حسن التسليم والصبر.
قال ابن بسام: وإنما امتعض أبو بكر في هذا الجواب على خطاب كان شرح له فيه الأديب أبو جعفر الكفيف (?) محنته مع مقاتل، غلامٍ كان لابن مطري أولاً، ثم لابن (?) الأفطس، لتنازع وقع بينهما على بيت شعر ظهر عليه فيه أبو جعفر، فحقد ذلك له، فبينما هو (?) ماشياً فارغ القلب، آمن السرب، إذ اعترضه مقاتل في الطريق، على مقربة من السوق، على هملاجه، بين طوقه وتاجه، فجرى شوطه، وأخرج سوطه، الذي كان يحث به فرسه، وأمر سائسه (?) بحبس يديه، وانحنى به عليه، قائلاً: لم تعرضت بطشتي، ولم تخف سطوتي -! فلا النعمان بن البشير يوم الأخطل، ولا الزبرقان بن بدر في مسألة جرول، ولا المأمون يسطو بدعبل، وتالله لو كان مقاتل كليب وائل، أو قيس بن عاصم، أو معرقاً في بني هاشم، لثنى من عنانهن وقصر من يده ولسانه، فكيف وهو مقسوم الولاء، معدوم الآباء! ! وإنما أقدره يومئذ الكبر، وأبطره الوفر، بعد الكدية في الرفاق (?) ، والقصص في الأسواق، ونقل اللحم بالأشبونة من الدور