ما كان الفضل موجبها، والمجد مسببها، وطيب الخبر منشيها، وحسن الثناء مهدها وممطيها (?) ؛ والوزير أبو فلان - أبقاه الله - ممن يفتن في شكرك فيسحر المسامع، ويوقع ذكرك في القلوب أكرم المواقع، حتى يستميل إلى مودتك النفوس فتنقاد سمحة القياد، ويهتف بالثناء عليك في المحافل فلا يخاف المعارضة والعناد، وكان له من رأيك الجميل في سالف المدة (?) ، أشرف ذخيرة وعدة، فلما ملكك الفضل أزمة النقض والإمرار، ورتبك في ديوان الإيراد والإصدار، علم (?) أنه لا يسقط نجمه مع علو نجمك، ولا تلدغه عقارب الدهر وهو يرقيها باسمك، وأنت - دام عزك - تسمعه بميسم إيجابك (?) ، وتقيده بالإحسان في كنابك، وتطيع الكرم (?) في رعاية نزاعه، ومحافظة تأميله وانقطاعه، ومهما تعتمده به من مبرة، وتسديه إليه من عادةٍ مستمرة، فإنما تسقي غرسك، وتبني أسك.
وله من أخرى: أما الود - أعزك الله - فمقيم، والعهد كريم، والإخاء مخيم لا يريم؛ لكني أخبرك عن حال مختلة، ونفس معتلة، وشغل بك قد ضيق الصدر، وأظلم منير الفكر، بما وقفت عليه من كتابك، واستطلعته من خطابك، فتجرعت الكمد - علم الله - مر المذاق (?) ، وشربت من كأسه المترع الدهاق. وعلمت أنه جنس ذليل، ورهط مخذول