يا قاتل الشكر بالإحسان يعمره ... مهلاً أما لقتيل الجود من قود
عجبت من كرمٍ في راحتيك بدا ... إشراقه كيف لم يعز إلى الفند
جادت سحابك إذ جادت على أملي ... فقال أشياعها جادت على بلد
أثريت عندك من جاه ومن نشب ... حتى وجدت الغنى في همتي ويدي
يا واحداً تقتضي آلاؤه جملاً ... برحت بي وبنظم الشكل فاتئد
للناس بعدك في العليا منازلهم ... والواحد الفرد يحوي مبدأ العدد
يدعى الرشيد ولم تعدم به صفة ... يا من هو الفصل بين الغي والرشد
لك الرشادة أخلاقاً وتسمية ... مثل البسالة إذ تعزى إلى الأسد
أي الفضائل تستوفيه مكتهلاً ... وذا شبابك قد ربى على الأمد
بادهتني بأيادٍ لا يقوم بها ... ما في لساني من قصد ومن لدد
عاد الزمان بما أوليتني غصناً ... غضاً فقمت مقام الطائر الغرد
ما عذر طبعي أن ينبو وما تركت ... به أياديك من أمت ومن أود وله من أخرى في المعتمد أولها:
قالوا صحا وأدال الغي بالرشد ... من لي بذاك الصبا في ذلك الفند
لئن صحوت فعن كره وقد علموا ... بأي علقٍ من الدنيا فتحت يدي
لم يقصد الدهر إصلاحي ولي مثل ... في الغصن تذهب عنه صورة الغيد