أكبرت نعي جلاله فنفيته ... وهو الجلية ما عليه خفاء
مات ابن عيسى من يقول به عسى ... شفقاً وليس مع الحمام رجاء ومنها:
أفلا حمته فضائل موفورة ... وجلالة تعنو لها العظماء
وأذمة في سر لخمٍ طالما ... خدمت رعاية حقها الأمراء
شهروا سلاح الدمع خلف سريره ... إذ لم يكن للباترات غناء
رحنا به بل بالسيادة والعلا ... والشمس نجم والنهار مساء
نطأ القلوب على سواء سبيله ... فالسير مهل والعثار ولاء
أخذ الأسى فيه البرود بثاره ... مما جناه الزهو والخيلاء
حتى إذا بلغوا به ملحوده ... قمنا به لو أنه الجوزاء
ضرب الهدى في لحده بيمينه ... فتناولته عرصة فيحاء
وأظله التنزيل يتلو نفسه ... بتلاوةٍ لم يؤتها القراء
مستصحباً أعماله متأنساً ... بزواهرٍ هي والنجوم سواء
ولربما استخلصت منا أنفساً ... ملأت ضريحك والصدور جلاء
وهناك لو كشف الغطاء لناظرٍ ... حول القليب حديقة غناء
في الجب إذ يحوي سميك أسوة ... لو حم منك وقد حجبت لقاء
يا تربة استبقى سناه، ويا فلا ... لا تلحقنك جريمة شنعاء
الله في وفي جوانح رطبةٍ ... لم تخل من شفقاتها الأعداء
أبنيه نحن وأنتم شرع به ... وعلى المصاب بفقده شركاء