لم ينكر الإنسان ما هو ثابت ... في طبعه لو صحت الآراء
ونظبر موت المرء بعد حياته ... أن تستوي من جنه الأعضاء
دنف يبكي للصحيح وإنما ... أمواتنا لو تشعر الأحياء
وسواء أن تجلى اللحاظ من القذى ... أو تنتضى من شخصها الحوباء
ما النفس إلا شعلة سقطت إلى ... حيث استقل بها الثرى والماء
حتى إذا خلصت تعود كما بدت ... ومن الخلاص مشقة وعناء قال ابن بسام: لعل عبد الجليل اكتسب في هذا البيت والذي قبله العمل بحقيقة النفس ما جهله في وصفه لها قبل أنها " آل يذوب " وما أعجب أيضاً قوله عن جسمه بأنه صخرة خلقاء، اللهم إلا إن كان عنى بذلك رأسه كان يلقب بالمدمغة. وذهب هنا من صفة النفس إلى مذهب كلامي، كقول بعض أهل بلدنا، وهو أبو عامر ابن سوار الشنتريني، من جمة أبيات:
يا لقومي دفنوني ومضوا ... وبنوا في الطين فوقي ما بنوا
ليت شعري إذ رأوني ميتاً ... وبكوني أي جزأي بكوا
أنعوا جسمي فقد صار إلى ... مركز التعفين أم نفسي نعوا
كيف ينعون نفوساً لم تزل ... قائمات بحضيض وبجو
ما أراهم ندبوا في سوى ... فرقة التأليف إن كانوا دروا