فهبروه بالسيوف، وجرعوه أكره ما كان له من الحتوف، فصار حديثهما عجباً من الخبر عجيباً، ومثلاً في تصرف القدر مضروباً، وكلاهما أنهب نفسه الأقتال، وذاق منيته على يدي من خال.

ولابن مرزقان هذا أخبار طريفة، ونوادر في الشعر معروفة، ونأخذ فيما بعد بطرف مستطرف منها، إن شاء الله.

وقد أثبت هنا من شعر عبد الجليل في مدحه الفائقة، وأوصافه الرائقة، ما يشهد أنه سابق الحلبة، وصدر الرتبة، وضاق ذرع هذا المجموع، عن تضمين ما له من البديع، فجمعت شعره على حروف المعجم في تصنيف ترجمته ب - " كتاب الإكليل المشتمل على شعر عبد الجليل " وكذلك فعلت في سائر أعيان الوزراء الكتاب، لم يتسع لاستيفاء محاسنهم هذا الكتاب، فجمعت في تأليف ترجمته ب - " سلك الجواهر [93 أ] من نوادر ترسيل ابن طاهر " وفي تصنيف رابع وسمته ب - " كتاب الاعتماد على ما صح من أشعار المعتمد بن عباد " وفي كتاب خامس ترجمته ب - " نخبة الاختيار من أشعار ذي الوزارتين أبي بكر بن عامر ". ولبعض الناس إلى كلام بعض صغو، وذلك الكلام عند آخرين - على جودته - لغو، وإنما كان ذلك لتباين النحائز، واختلاف الغرائز، فاستوفيت في هذه التواليف لكل فرقة مرادها، وخلصت لها موادها، إن شاء الله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015