ولم يحضرني من شعر أهل العصر في وصف هذا الطرف إلا ما أثبت، وكانت لهم عندي في صفته عدة مقطوعات وجملة أبيات، سقطت من ذكري، وطارت من شرك صدري، وتعلق بحفظي أشعار لمن تقدمهم من أهل هذا الأفق، ممن تقدم زمانه، وشهر إحسانه بالقول، في صفة الخيل، رأيت إثباتها، إذ لها موقع بهذا الموضع.
قال يوسف بن هارون الرمادي: [91 أ] .
وأبلق من شرط الطراد لزينة ... وأخوان ميدان ويوم قتال
فخضرته ثلث وثلثاه شهبة ... فأخضر قدام وأشهب تال
له لهب من دهمة فيه شبهة ... كعام صدود فيه يوم وصال
تدرع بدر التم حسنا وبهجة ... فألزم في حيزومه بهلال وقال أبو عامر بن عبدوس في صفة أشهب، حاشا عرفه كان أحمر:
يا حسن هذا الجواد حين بدا ... في شية لم تكن لذي بلق
قام عليه النهار مدعيا ... فاعترفت عرفه يد الشفق